2010/05/11

المحاماة

قال لويس السادس عشر "لو لم أكن ملكاً لفرنسا لوددت أن أكون محامياً..."
المحامي هو لقب يطلق على من أجيز لة ممارسة مهنة المحاماة بناء على القوانين المعمول بها, والمحامي قد يجاز بالترافع في بعض المحاكم دون غيرها مثلا المحامي تحت التدريب لا يجوز له تقديم المرافعات باسمه اذ يجب ان تكون باسم المحامي المشرف على تمرينه. وقد يجاز المحامي الاستاذ بالترافع أمام محاكم الابتدائية أو الدرجة الأولى لكنة غير مخول بالترافع أمام محكمة عليا (المجلس الأعلى) حيث هناك شروط معينه كمدة الخدمه ( خمسة عشر سنة في المغرب) والتزامه بالجداول النقابية ولوائح النقابة الداخلية وان يكون مقيدا بجداول المحاكم العليا كمحكمة النقض، واختصاص المحامي يكون باختياره ولا يعني التقيد بهذا الاختصاص فمثلا المحامي الجنائي يستطيع الترافع في القضايا المدنيه وهكذا طالما أنه في نفس الدرجه أو في الدرجة التي تعلو الاختصاص الاخر. وهناك نقابات أو جمعيات تنظم مهنة المحاماه ويعمل المحامون تحت التقيد بقوانينها وانظمتها إضافة إلى دورها بحماية مهنة المحاماه والمحامون ومنحهم الامتيازات ،كذلك دورها بتنظيم العلاقه ما بين المحامين وموكليهم.

1 المهام

المهام الأساسية تتمثل في التمثيل والدفاع والمساعدة القانونية لمن يطلب ذلك مقابل مبلغ مالي أو تطوعاوقد تكلف المحاكم الجنائية محاميا للدفاع في الحالة التي لايستطيع فيها المتهم دفع أتعاب المحامي.
2 الزي

هناك بعض الدول تشترط زيا معينا يرتديه المحامي لتمييزه عن غيره من الحضور كالروب الأسود مثلا وبعض الدول لا تشترط زيا معينا وتكتفي بالبذلة الرسمية أي أنها مسألة تخضع لقوانين الدولة الداخلية.


مهمة المحامي لم تكن موجودة في النظام القضائي في العالم الإسلامي وما قبله حيث كان اطراف الخلاف يجتمعون لدى القاضي ويتولون الدفاع وعرض البينات بانفسهم الا أن الشريعة الإسلامية لم تخالف هذه المهنه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "اذا وجدتم للمؤمن مخرجا فخلوا سبيله " ففي هذا إشارة إلى مهنة المحاماه والمحامي هو أقدر الناس على ايجاد هذا المخرج لدراسته القانونية والادراك السريع سواء بالفطرة أو المكتسب من دراسته، وفي القرون الوسطى ظهر المحامي في المحاكم الأوروبية بسبب الفارق بين القضاة والخصوم على المستوى الثقافي وكنوع من البرجوازية وكان يمتهن هذة المهنة أشخاص عاديين ولا يتمتعون بأحترام على عكس ما هو موجود الآن.

4-مهام المحامي
الترافع أمام المحاكم المدنية
الدفاع عن المتهمين في القضايا الجنائية
التحكيم والتصالح بين الفرقاء
الأنابة عن تمثيل الأشخاص
أعداد العقود بكافة أنواعها
مساعدة القضاء في بيان الحقيقية
تسهيل إجراءات التقاضي بين الأفراد
ابداء الرأي القانوني السليم
أجمل ما قيل في مهنة المحاماة
"كنت أتمنى أن أكون محاميًا، لأن المحاماة أجل مهنة في العالم" فولتر
عندما سئل سعد زغلول عن الشروط الواجب توافرها فى نقيب المحامين قال :

يكفى فى نقيب المحامين أن يكون محاميا متشبعا بالمحاماه فكرة
معتزابالمحاماة مهنة
مقدرا للمحاماة مسئولية
حفيظا بالمحاماه كرامة
أمينا على المحاماة عهدة
مستقلا بالمحاماه عقيدة
طالبا بالمحاماه عدالة
دافعابالمحاماه مظلمة
مضحيا للمحاماة مصلحة
ذلك شأن النقيب وهو أيضا شأن المحامى لا فارق بين الاثنين إلا أن الاول يستمد من الثانى وجوده وشرفه
قال لويس السادس عشر:" لو لم أكن ملكاً لفرنسا لوددت أن أكون محامياً..."

2010/05/08

مرضى المحاكم

خالد خالص
khales1@menara.ma
الحوار المتمدن - العدد: 1735 - 2006 / 11 / 15
المحور: دراسات وابحاث قانونية
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع

لا معنى للقاعدة القانونية إلا إذا كانت إمكانية استعمالها متوفرة لدى المتقاضين. فالنزاعات القضائية تنتج بالطبع عن الحق في استعمال القاعدة القانونية ويبقى حل هذه النزاعات موكول للمحاكم. والمفروض ان اللجوء إلى القضاء يفترض ان كل فرد يعرف حقوقه ويعرف الوسائل للدفاع عن هذه الحقوق وان النتيجة المحصل عليها هي خلاصة الحق الممارس.
لذا اوجب المشرع على المتقاضي ممارسة حقوقه طبقا لقواعد حسن النية حسب الفصل 5 من قانون المسطرة المدنية لتخليق الفضاء القضائي ولتجنب الممارسة العمدية الخاطئة لبعض الحقوق.
إلا ان بعض المتقاضين يمارسون حقوقهم خلافا لمقتضيات هذه المادة ويذهبون بعيدا في التعسف في استعمال الحق و في التعسف في استعمال المساطر.
وهؤلاء هم ما يمكن تسميتهم بمرضى المحاكم. فهم كابوس القضاة وكابوس المواطنين لأنهم لا يكفون عن اللجوء إلى القضاء ولأتفه الأشياء بل يتفننون في مضايقة خصومهم لدفعهم إلى الدفاع على أنفسهم. ويكفي إحصاء العدد الهائل من الإنذارات التي يوجهونها لهم وعدد المعاينات والإنذارات الاستجوابية وطلبات الخبرة والمقالات والمذكرات التعقيبية الطويلة والمستنتجات والطعون والشكاوى إلى حد الإيمان بان هؤلاء يستعملون القضاء كشغلهم اليومي لمضايقة المواطنين ولإحراج القضاة بمساطر لا ترتكز على أي أساس قانوني. ويكفي كذلك الاطلاع على مقالاتهم ومذكراتهم المستفيضة ليتبين للقارئ ان هدفهم هو استعمال المحاكم كحلبة صراع أو كوسيلة لابتزاز المواطنين لا كفضاء للحصول على حق ضائع.
وهؤلاء المرضى يبذلون قصارى جهدهم لتسميم حياة مستهدفيهم الذين عادة ما يفضلون الصمت حتى بعد كسب المساطر والدعاوى على الرجوع بالتعويض على هؤلاء المرضى.
ويمكن معرفة هؤلاء ببعض المواصفات كالتالية :
- انهم يبرهنون على التعنت وعلى النرجيسية،
- هم دائما مدعون وليس مدعى عليهم،
- يكررون الدعاوى الكيدية،
- رغم فشلهم فإنهم يعيدون الكرة مرارا وتكرارا وبناء على نفس الأسباب،
- دفوعاتهم من نسج خيالهم وبليدة في غالب الأحيان،
- يطعنون دائما في الأحكام والقرارات التي تصدر ضدهم.
وظاهرة مرضى المحاكم ظاهرة عالمية لا تهم بلدا دون الآخر أو مدينة دون الأخرى أو محكمة دون غيرها وهؤلاء معروفون لدى الخاص والعام إلى حد دفع بعض الدول ككندا مثلا الى خلق لائحة سوداء بأسمائهم ومنعهم من اللجوء إلى المحاكم إلا بعد الحصول على إذن لجنة مختصة ومكونة لهذا الغرض.
وكممارس بهيئة المحامين بالرباط منذ ما يفوق العقدين فإنني تعرفت على البعض من هؤلاء. وكان يلقب احدهم" بالجوع" حيث كان لا يبرح ساحة المحاكم ويتردد على جميع مرافقها وبجانبه ابنه. وكان مالك آخر مريض و مشهور بمدينة الرباط وكان جميع من يتعاملون معه من مكترين وغيرهم مهددين بإيجاد أنفسهم أمام المحاكم لأتفه الأسباب ولمرات متعددة. ولن أتكلم عن المريض الآخر الذي كان يحتل منصبا مهما في السابق ويحرج المحامين بمطالبتهم بتحرير شكاوى لا ترتكز على أي أساس وبتسجيل دعاوى هو الوحيد الذي يؤمن بها و يستعمل الصحافة للضغط على القضاء ويحرج المسؤولين على قطاع العدل كذلك بهدف التوسط له بغية نسف استقلال القضاء وحياد القضاء ونزاهة القضاء.
والإشكال القانوني الذي يتطلب الوقوف عنده قليلا أمام مثل هاته الحالات المرضية يكمن في إيجاد توازن ما بين حرية ممارسة حق أساسي وهو الحق في اللجوء إلى القضاء وبين إيقاع العقاب على من يمارس هذا الحق بطريقة تعسفية.
وهو ما يمكن ان يكون موضوع دكتوراه في الحقوق، وعلى المهتمين أنادي... !